أولا : صحيح الإمام البخاري
1 ـ التعريف بالإمام البخاري رحمه الله تعالى :
هو محمد بن إسماعيل ، ولد في بخارى سنة (194 هـ) ، نشأ يتيما ، وكان لأمه دور كبير في تربيته وتعليمه ،
فقد اهتمت بتحصيله العلمي وشجعته على حضور حلقات العلم في بلده . حفظ القرآن الكريم وعدد كبير من الأحاديث
النبوية وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره .
توفي الإمام البخاري في (سمرقـنـد ) سنة (256 هـ) .
• أطلق العلماء على الإمام البخاري ( أمير المُحدثين ) .
2 ـ التعريف بكتاب صحيح البخاري
تميز صحيح البخاري عن غيره من الكتب التي جمعت الأحاديث النبوية باقتصاره على الأحاديث الصحيحة ،
وسماه ( الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم )
منهج الإمام البخاري في تصنيف الصحيح تقرّر عند جُماهير المُحدّثين أنّ مراتب كُتب الحديث الصحيحة تتفاوت فيما بينها؛ فبعضها أصحّ من بعضها الآخر وتقررّ عندهم أنّ كتاب صحيح البُخاري هو أصحّ كُتب الصحاح المُصنفة حتى قالوا أنّه أصح كتابٍ بعد القُرآن،وقد اتّبع الإمام البُخاري في تصنيف كتابه بأن جعله مُرتباً على أبواب؛ كالفقه والعقيدة والتفسير والآداب وجعل لكل باب موضوع واحد، وبدأ كتابه بكتاب بدء الوحي ثُمّ الإيمان، ثُمّ العلم، وكان قد بدأ بكتاب بدء الوحي؛ لأنّه أصل الخير، وبه قامت الشرائع، وجاءت الرُسل، وعُرف الإيمان والعلم، كما ذكر ذلك البلقيني،واختار من الأحاديث الفوائد الفقهية والحِكم المُستفادة منها، ورجّح بينها بأقوال الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-، وقد كان يجعل قول الصحابي دليلاً على ما اختاره ورجّحه؛ فكان كتاباً عظيماً من حيث أحاديثه الصحيحة وطريقته في التصنيف؛ لأنّه جمع بين الحديث والفقه وأقوال الصحابة، وكان يذكر الإمام البُخاري في تراجمه الكثير من الآيات والأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين؛ ليستدل بها على فقه الباب وبيانه وتوضيحه، وقد اشتُهر بين المُحدثين قولهم: "فقه البخاري في تراجمه".
ثانيـا : صحيح الإمام مسلم
1 ـ التعريف بالإمام مسلم رحمه الله تعالى
هو مسلم بن الحجاج ، ولد في نيسابور سنة (206 هـ) ، كان والده من العلماء فأرشده إلى طلب العلم
وهو صغير ، ثم ارتحل في طلب الحديث النبوي حتى صار إماما فيه .
توفي الإمام مسلم رحمه الله تعالى في نيسابور سنة (261 هـ) .
2 ـ التعريف بكتاب صحيح مسلم
تميز صحيح مسلم مثل صحيح البخاري بأنه اقتصر على الأحاديث الصحيحة وسمى كتابه
( المسند الصحيح ) واشتهر بين الناس بـ (صحيح مسلم)
• يعد صحيح مسلم من أصح كتب السنة بعد صحيح البخاري .
منهج الإمام مسلم في صحيحه صنَّف الإمام مسلم الكثير من الكتب، ولكنّ أشهرها وأبرزها صحيحُه الذي حمل اسمه، وقد صنّفه في خمس عشرة سنةً، وقد تأسّى في تدوينه وكتابته بالإمام البخاري -رحمه الله- فلم يضع فيه إلّا ما صحّ عنده، وقد جمع في صحيحه رواياتِ الحديث الواحد في مكانٍ واحدٍ وفق الموضوعات الفقهيّة؛ وذلك لإبراز الفوائد الإسناديّة في كتابه؛ حيث يروي الحديث في أنسب المواضع له، ويجمع طرقه وأسانيده في ذلك الموضع بخلاف البخاري الذي فرّق الرّوايات وشتتها في مواضع مختلفة، وتلك ميزةٌ لصحيح مسلم، فذلك يجعل كتابه أسهل تناولاً؛ حيث يجد القارئ طرق الحديث ومتونه جميعها في موضعٍ واحدٍ