بِسْم الله الرحمن الرحيم
سورة الاسراء من الآية(١-٨)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا))
سورة الإسراء مكية ، عدد آياتها (111) آية ، سميت سورة الإسراء إشارة إلى المعجزة التي خص بها الله تعالى نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
• تناولت السورة الموضوعات الآتية :
1)حادثة الإسراء .
2)عظمة القرآن الكريم .
3)إفساد بني إسرائيل في الأرض .
4)مجموعة من التوجيهات القرآنية والأخلاق الحميدة التي يجب على المسلم الالتزام بها .
• حادثة الإسراء
أسرى الله تعالى بالرسول صلى الله عليه وسلم ليلا من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس .
أما كلمة ( عبده )فهي أكمل المخلوقات خُلُقَاً وعِلماً، وأكملهم عبودية وأعلى مرتبة ينالها الإنسان على وجه الأرض أن يكون عبداً لله، إذا كمل علمه كملت عبوديته
أن ينتقل إنسان من مكة إلى بيت المقدس، وأن يعرج إلى السماوات، وأن يصل إلى سدرة المنتهى، وأن يعود إلى مكة في جزء يسير من الليل، هذا فوق طاقة البشر، لا يمكن أن يُحْدِثَ هذا إلا خالق الكون الذي بيده أن يعطل قوانين المكان والزمان، فالزمان له قانون، والمكان له قانون، الله سبحانه وتعالى عطّل قانون المكان، وقانون الزمان، فجاء النبي عليه الصلاة والسلام، وانتقل بجسده الطاهر وبروحه الشريفة من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، ومن بيت المقدس إلى السماء، فالانتقال من مكة المكرمة إلى بيت المقدس إسراء، والانتقال من بيت المقدس إلى السماوات العلا معراج .
• رسالة موسى عليه الصلاة والسلام
﴿ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ﴾
فحَوَى الكتاب أن تعبد الله وحده .
﴿ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ﴾
لما ذكر الله تعالى أنه أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم ، ذكر بعدها موسى عليه السلام والتوراة لبيان وحدة الرسالات بين الأنبياء فكلهم جاءوا بدعوة التوحيد لله سبحانه وتعالى .
• إفساد بني إسرائيل
تحدثت الآيات الكريمة عن إفساد بني إسرائيل في الأرض ، وقد توعدهم الله تعالى كلما علو في الأرض وأفسدوا ألأن يبعث عليهم عبادا له يقفون في وجه مخططاتهم .