المساهمات : 207 تاريخ التسجيل : 15/03/2020 الموقع : Theodor Schneller School T.S.S
موضوع: الدرس الخامس : الوحدة الايطالية 22/5/2021, 3:16 am
الدرس الخامس : الوحدة الايطالية
- كانت إيطاليا سنة 1789 وقت اشتعال الثورة الفرنسية مقسمة إلى : 1. ممالك مثل : مملكة نابلي ، ومملكة بيدمنت . 2. دوقيات مثل : ميلان ، وتسكانيا. 3. جمهوريات مثل : البندقية ، جنوة ، موناكو ، وسان مارينو ، لمبارديا. 4. الولايات البابوية. وهكذا كانت إيطاليا حتى ذلك العهد مقطعة الأوصال، يقف دون تحقيق وحدتها وجود النمسويين في شمالها والإسبان في جنوبها، ورغبة البابا في الحفاظ على سلطته الدنيوية، إضافة إلى التنافس التجاري القديم بين الإيطاليين أنفسهم. وعندما اشتعلت الثورة الفرنسية ، انتشرت أفكارها عن الحرية والمساواة والإخاء ثم كان تدخل نابليون بونابرت في إيطاليا من أهم العوامل التي دفعت إيطاليا نحو الوحدة، حيث قضى نابليون على الولايات العديدة التي كانت قائمة بها وأسس ثلاثة ممالك هي: أ. مملكة إيطاليا سنة 1805 . ب. مملكة نابلي سنة 1806 . ج. مملكة بيدمنت . وهكذا فقد نبّه نابليون الإيطاليين لأهمية الوحدة وأهمية الإدارة القوية الصالحة في بناء الأمم ، ويمكن القول أن نظم وقواعد الحياة القومية في إيطاليا قد وُجدت أثناء الاحتلال الفرنسي . - وكان نابليون قد أصلح النظم والقوانين ، وحصر سلطة البابا في القضايا الدينية . - ولكن بعد خروج نابليون من إيطاليا عاد الوضع إلى سابق عهده من الانقسام ، حيث أعاد مؤتمر فينا سنة 1815 تقسيم إيطاليا إلى عشرة أقسام ، وأصبحت النمسا هي صاحبة النفوذ الأقوى في إيطاليا .
- وتعسفت النمسا خاصة في عهد وزيرها مترنخ في حكم البلاد ففرضت الضرائب ونشرت الجواسيس فثار الناس وتكونت العديد من الجمعيات السرية لمقاومة الظلم ، وكان من أشهرها جمعية الكاربوناري أي حارقي الفحم ، لكنها فشلت بعد قيامها بعدة ثورات . - فاندفع أحد أعضاء الجمعية السابقة وهو مازيني (1805-1872) لتشكيل جمعية سرية جديدة هي "جمعية إيطاليا الفتاة" سنة 1831 ، وجعل شعارها "الله والشعب" . - وكانت هذه الجمعية تعتمد على الشباب ، وجعلت غايتها تحرير إيطاليا من الاستبداد الخارجي والداخلي ، أي من البابوية التي عجزت عن أداء رسالتها وأصبحت تعيق التقدم الإنساني ومقاومة النمسا ، ثم العمل لتوحيد إيطاليا في ظل حكومة جمهورية. - آمن مازيني أن الطريق لتحقيق هدفه هو بعث الروح القومية في إيطاليا وتعويد النفوس على التضحية . - وكان يعتمد في البداية على الدعاية ونشر الأفكار بالكلمة في المناطق التي تسمح بذلك ، أما في المناطق التي لا يُسمح فيها النظام البوليسي بالدعاية فقد اعتمد على الثورة . - رأى أن الحرب ضرورية ، لكنه اكتفى في البداية بحرب العصابات . - وكان لا يؤمن مازيني بمساعدة الدول الأجنبية ، لأنه كان يخشى من تدخلها ، ولذا فإن خطته كانت قائمة على استمالة الشعب كله إلى برنامجه الوطني ، ثم اتباع أسلوب الحرب غير النظامية لأنه الأسلوب الأمثل الذي أثبت نجاحه في أمريكا وهولندا واليونان . - لكن يُعاب على مازيني تسرعه في إعلان الحرب قبل أن يتم استعداد الشعب لتقبل خطته. ثورة بيدمونت 1831م : - تولى سنة 1831 عرش بيدمنت الملك شارل ألبرت ، فراسله مازيني من منفاه في مرسيليا مناشداً إياه العمل لتوحيد إيطاليا ، فلم يستجب شارل ألبرت . - فاشترك مازيني في مؤامرة هدفها خلع الملك ، لكنها فشلت ، وعوقب المتآمرون ،وغادر مازيني فرنسا إلى سويسرا في نفس السنة . - ومن سويسرا حاول مع مجموعة الإغارة على سافوي سنة 1834 ، لكن هذه المحاولة فشلت ، فنُفي من سويسرا سنة 1836 فقصد انجلترا وبقي هناك يدير الثورة عن بعد . - وفي سنة 1848 أصدر البابا بيوس التاسع ، الذي عُرف بآرائه الحرة ، وكراهيته للنمسا، عفواً عاماً عن الأحرار المنفيين . فعندها عاد مازيني إلى إيطاليا .
- وكان البابا بيوس التاسع قد أدخل كثيراً من الإصلاحات في ولاياته فَسَرت روح الإصلاح إلى الولايات الأخرى ، وكانت هذه بداية لانتشار الأنظمة الدستورية في كل الولايات الواحدة بعد الأخرى . - وثار جدل بين الولايات الإيطالية ، هل تحدث الوحدة على أساس إنشاء مملكة أم جمهورية أو اتحاد تحت زعامة البابا . - وفي النهاية تحققت الوحدة بين عدد من الولايات على يد فكتور إمانويل الثاني ملك بيدمنت ، الذي حققت إيطاليا وحدتها واستقلالها على يديه ، وعاونه في ذلك كافور وغاريبلدي . كافور (1810-1861) : عمل وزيراً في مملكة بيدمنت منذ نوفمبر 1852 واهتم بتنظيم المملكة وبناء جيشها. شجع فكرة إنشاء الجمعية القومية، التي تنادي بالاستقلال والوحدة . اتفق مع نابليون الثالث على مساعدته في مواجهة النمسا، لكن شرط نابليون الثالث تمثل في أن تكون النمسا هي المعتدية . وبالفعل استثار كافور النمسا من خلال حملات الصحف في بيدمنت على النمسا ، ومن خلال تعبأة جيش بيدمنت . لما بدأ الهجوم النمساوي على بيدمنت تدخلت فرنسا في الحرب التي انتهت بالصلح بين فرنسا والنمسا وفق معاهدة زيورخ سنة 1859 دون استشارة بيدمنت . ونص صلح زيورخ على: توحيد إيطاليا تحت رياسة البابا. يعاد الحكام الأصليون إلى دوقيات الوسط ، لكن سكان هذه الدوقيات رفضوا هذا الصلح وقرروا الانضمام إلى بيدمنت ، وقبل ملكها فكتور إمانويل رغبتهم ووافقت الدول على هذه الرغبة سنة 1860. وبهذه الخطوة توحدت إيطاليا الشمالية ، واجتمع أول برلمان إيطالي في تورين في2/4/1860 . ثم أرسل ملك بيدمنت فكتور إيمانويل أحد رجالاته ويُعرف باسم غاريبالدي إلى نابُلي لضمها ، في هذه الأثناء حدث خلاف بين كل من غاريبالدي وكافور، فتدخل الملك فكتور إيمانويل، وفي النهاية دخلت نابلي في إطار الوحدة في فبراير 1861م. وبعد ذلك ضمت إيطاليا البندقية نتيجة لمساعدتها لبروسيا في حربها ضد النمسا سنة 1866 . أما روما فبقيت مستقلة وحاول فيكتور إيمانويل ملك بيدمنت ضمها عن طريق إغراء البابا بجعل الكنيسة حرة فرفض الأخير، كما حاول غاريبالدي الإغارة على روما لكن ملك بيدمنت منعه من ذلك، وحاول الملك التفاوض مع الفرنسيين بشأنها لكن المفاوضات لم تُسفر عن شيء عملي بشأن ضم روما لإيطاليا . وسنحت الفرصة لإيطاليا عندما نشبت حرب بين فرنسا وبروسيا سنة 1870 ، فأسرع الإيطاليون ودخلوا روما في 20/9/1870 وبهذا اكتملت الوحدة .