مفهوم المعجزة:
ما يجريه الله على أيدي رسله وأنبيائه من أمور خارقة للسنن الكونية المعتادة التي لا قدرة للبشر على الإتيان بمثلها، كتحويل العصا إلى أفعى تتحرك وتسعى، فتكون هذه الآية الخارقة للسنة الكونية المعتادة دليلاً غير قابل للنقض والإبطال، يدلُّ على صدقهم فيما جاؤوا به
أولاً :سيدنا صالح عليه السلام
سيدنا صالح هو أحد أنبياء الله تعالى، المُرسل إلى قوم ثمود، وهي قبيلة عربية مُتفرعة من أولاد سام بن نوح،
وكانوا قوماً جاحدين عصوا ربهم، وعبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم صالحاً ليهديهم إلى عبادته.
-معجزة سيدنا صالح
لم يُصدق قوم صالح دعوته، حيث كانوا يشكون به، واعتقدوا بأنه ساحر، أو مسحور، وطالبوه بمعجزة لإثبات صدق نبوته، واستجاب الله تعالى لذلك، وعُرف قوم ثمود بنحتهم لبيوت عظيمة من الجبال، فكانوا يستعملون الصخر للبناء، وكانوا أشداء، وأقوياء، ورزقهم الله من كل شيء، حيث إنهم أتوا بعد قوم عاد، وسكنوا الأرض التي استعمروها، وكانت مُعجزته هي الناقة، قال تعالى:
(وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ) [هود:64].
شقت ناقة صالح صخرة في الجبل، وخرجت منها، وكانت تشرب المياه الموجودة في الآبار في يوم وحدها دون أن تقترب الحيوانات الأخرى من المياه في ذلك اليوم، وكانت أيضاً تدر لبناً يكفي لشرب جميع الناس، وكان يحدث ذلك في اليوم الذي تشرب فيه الماء، ووصف الله تعالى الناقة المعجزة بناقة الله، وذلك دليل على أنها ليست ناقة عادية، وإنما مُعجزة من الله تعالى، وأصدر الله أمراً إلى صالح عليه السلام بأن يُخبر قومه بعدم المساس بالناقة، أو إيذائها، أو قتلها، وأن يدعوها تأكل من أرض الله، وعدم إيذائها، وإلا فإنهم سيُلاقون عذاباً كبيراً.
ثانياً:سيدنا موسى عليه السلام
ما هي معجزات سيدنا موسى
العصا التي تنقلب إلى حية أيدَّ الله -تعالى- نبيه موسى -عليه السلام- بعدد من المعجزات وكان منها معجزة العصا التي تمثلت في عِدّة أمور منها:
انقلاب عصا موسى إلى حية عندما يلقيها، ورجوعها عصا إذا أخذها بيده. أكلها لِما ألقاه السحرة من الحبال. فلقها للبحر عندما ضربه بها بإذن الله. تفجيرها للماء من الحجر الذي يُضرَب فيها،
. ومن الآيات القرآنية التي تحدثت عن معجزة العصا قوله -تعالى-: (وَما تِلكَ بِيَمينِكَ يا موسى* قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمي وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخرى* قالَ أَلقِها يا موسى* فَأَلقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسعى* قالَ خُذها وَلا تَخَف سَنُعيدُها سيرَتَهَا الأولى)،
لقد وصفت الآيات الكريمة اللحظات التي كلَّم الله بها نبيه موسى، والتي تبيَّنَّ فيها أن الله -تعالى- قادر على كل شيء، والذي يقول للشيء كُن فيكون، فقد أمر الله -تعالى- موسى أن يُلقي عصاه فإذا بها تصبح أفعى وهذا الأمر الخارق للعادة دلَّ على أنَّ الذي يُكَلِّم موسى هو القادر على إحداث كل شيء، ثمَّ ألقاها موسى فأصبحت حية.
ثالثاً : معجزة سيدنا محمد عليه الصلاة ( القرآن الكريم )
تمتاز معجزة القرآن عن غيرها من المعجزات بأنها خالدةٌ وباقيةٌ إلى يوم القيامة، فكلّ ما سِوى القرآن من المعجزات قد انتهى وزال بزوال السبب والزمن، وما زال القرآن يثير الدهشة في النفس البشرية المسلمة وغيرها بما تضمّنه من الإعجاز العلمي والتشريعي والبلاغي، وقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ما مِنَ الأنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الآيَاتِ ما مِثْلُهُ أُومِنَ، أَوْ آمَنَ، عليه البَشَرُ، وإنَّما كانَ الذي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فأرْجُو أَنِّي أَكْثَرُهُمْ تَابِعًا يَومَ القِيَامَةِ)