حديث شريف :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم ، وتسبقون به من بعدكم ، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ؟)) ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : (( تُسبحون وتُكبرون وتحمدون دُبُر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة ))
دبر كل صلاه : بعد كل صلاة
• شرح الحديث الشريف :
بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن أبواب الخير كثيرة ، وأنها ليست مقتصرة على التصدق بالمال ، وأن الذي لا يملك المال يمكنه القيام بأعمال أخرى ينال بها مثل أجر المتصدقين . وهذه الأعمال هي : ( التسبيح والتكبير والتحميد ) بعد كل صلاة .
في الحديث مسائل :
١- حرص الصحابة رضي الله عنهم على فِعْل الخير ، وتنافسهم في ذلك . والْحُزْن على فَوات مَوَاسِم الخيرات ، وعلى فَوات الطَّاعات .
٢-الـتَّنَافُس في أمور الآخرة ، هو التنافس المحمود ، بِخلاف التنافس على الدنيا ، فإنه سبب الهلاك ، وفي الحديث : " أخشى عليكم أن تُبْسَط عليكم الدنيا كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم ، فَتَنَافَسُوها كما تَنَافَسُوها ، وتهلككم كما أهلكتهم " . رواه البخاري ومسلم .
٣_مُنافسة الأغنياء للفقراء ، وعدم ترك شيء مِن العمل الصَّالح اعتِمادا على ما عند الإنسان من نفقة ونفع الناس ، بل يُنافس في جميع الخيرات ؛ لأن الراغب في الدار الآخرة لا يَتْرُك شيئا مِن الأعْمَال ؛ لأنه لا يَدري ما هو العمل الذي يُدخِله الجنة .
٤- صِفَة الـتَّسْبِيح بعد الصلاة :
جاء عِدّة صِفَات للـتَّسْبِيح بعد الصلاة ، منها :
الأولى :
سبحان الله ٣٣، والحمد لله ٣٣، والله أكبر ٣٣، وتمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
ففي حديث أبي هريرة : من سبح الله في دُبُر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ، وحمد الله ثلاثا وثلاثين ، وكَـبَّر الله ثلاثا وثلاثين ؛ فتلك تسعة وتسعون ، وقال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . غُفِرَتْ خَطَاياه وإن كانت مثل زَبَد البحر . رواه مسلم .
الثانية :
سبحان الله 25 ، والحمد لله 25 ، والله أكبر 25 ، و لا إله إلا الله 25
فتلك مائة .
كَمَا في حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه