الحديث ثابت عن النبي ﷺ، أخرجه البخاري و مسلم في الصحيحين، قال: «مر النبي ﷺ على قبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول وفي لفظٍ: لا يستتر من البول ))
الحديث المذكور يفيد الحذر من النميمة وأنها من أخبث الكبائر ومن أكبر الكبائر، يقول النبي ﷺ: لا يدخل الجنة نمام فالمشي بالنميمة من أسباب عذاب القبر ومن أسباب حرمان دخول الجنة، وهي: السعي بين الناس بالكلام الردي، كونه ينقل كلام هؤلاء إلى هؤلاء وكلام هذا إلى هذا، مما يسبب البغضاء والعداوة، هذه النميمة؛ القالة بين الناس، كونه ينقل كلام ما هو بطيب من زيد إلى عمرو أو من جماعة إلى جماعة فيحصل بهذا من الشر ما يحصل، هذه يقال لها: النميمة، فالواجب الحذر منها.
والذنب الثاني: عدم التنزه من البول، فالواجب على المسلم والمسلمة العناية بالنزاهة من البول والغائط، فإذا قضى حاجته يجب عليه أن يجتهد حتى يتنزه من بوله وغائطه بالماء.
وفي الحَديثِ: إثباتُ عَذابِ القَبرِ، وأنَّه حقٌّ يَجِبُ الإيمانُ والتَّسليمُ به. وفيه: التَّحذِيرُ مِن عدَمِ الاحترازِ مِن البَوْلِ، ويَلتحِقُ به غيرُه مِنَ النَّجاساتِ في البَدَنِ والثَّوبِ. وفيه: التَّحذيرُ مِن النَّمِيمَةِ وبَيانُ سُوءِ عاقبتِها.ل