مدرسة ثيودور شنلر/القسم الاكاديمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة ثيودور شنلر/القسم الاكاديمي

مدرسة خاصة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أربعاء الرماد والزمن الأربعيني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لينا مساعده




المساهمات : 223
تاريخ التسجيل : 15/03/2020

أربعاء الرماد والزمن الأربعيني Empty
مُساهمةموضوع: أربعاء الرماد والزمن الأربعيني   أربعاء الرماد والزمن الأربعيني Icon_minitime14/3/2021, 10:13 am

أربعاء الرماد والزمن الاربعيني
"وصام يسوع أربعين يومًا وأربعين ليلة "
    مع أربعاء الرماد تبدأ الكنيسة الزمن التّحضيري المهم لعيد خلاصِنا، عيد الفصح. لكن حتّى نصل إلى تلك الفرحة علينا أن نمرّ في سرداب شاق لمدّة 40 يوما، كانت تُسمّى أيّام الصوم الكبير. في الزّمان القديم كان يوم أربعاء الرّماد هو بداية التكفير للتّائبين عن طُرُقِهم المِعْوجَّة، والّتي كانت تسير حسب تعليمات كنسيّة صارمة. أوّلُها أن على التّائبين أن يلبسوا ثوب التوبة الخشن وتُرشُّ رؤوسُهم بالرّماد ويُمْضُون هذه المدّة بجوار الكنيسة للاستماع الى المواعظ والتّعاليم الّتي كانت تحضُّهم على الإكثار من أعمال التقوى والتّوبة والتّكفير. في القرن العاشر دخلت عادة رشِّ الرّؤوس بالرّماد للجميع، إذ كلُّهم خطئوا ولذا فكلُّهم مُلْزَمون بالتّوبة وبالتّواضع أمام الّله. في القرن الثّاني عشر جاءت عادة تحضير الرّماد من أغصان شعانين السّنة الماضية، علامة الارتباط الدّاخلي بالخلاص الدّائم.
كان هذا الزّمان يُعرف باسم "زمن الصِّيام الأربعيني" لأن الصِّيام عن الطّعام كان العنصر الرّئيسي المُمّيَّز في هذه الأربعين يوما حتّى يوم عيد الفصح (حسابِياً تحتوي مّدة الصّوم على 47 يوماً ولكن الكنيسة كانت تُسمّيها مُدّة الصّوم الأربعيني إذ أيام الصّيام فيها هي فعلاً 40 يوماً فقط لأنَّ الكنيسة، كانت تعفي أبنائها من الصِّيام أيام الآحاد الواقعة في هذه الفترة وعددها 7 آحاد ) .
     يوم عيد الفصح في آخر الصِّيام كان أكبر عيد كنسي معروف تحتفل به الكنيسة بعد سماعها في الثّلاث أيّام السّابقة منه لكلِّ الأسرار الخلاصِيَّة التي قام بها المسيح لإغناء الكنيسة روحيّا بتأسيسه سرَّي وجوده الدّائم في العالم في القربان -جسده يوم خميس الأسرار- وبالكهنوت. قبل الحكم عليه بالموت من أجلنا. فيتبع يوم الفرح الكبير.
    أمّا الأعمال الّتي كانت الكنيسة تأمر المؤمنين القيام بها في هذه الفترة، فهي لا تزال سارية المفعول حتّى اليوم، وهي القضاء على متطلبات شهوات الجسد بالحرمان عن الطّعام (الصّيام)، الرّجوع إلى الّله بالصّلاة وممارسة أعمال التقوى وقراءة الكتاب المقدّس (هذه أقدس عادة في الإسلام: قراءة القرآن في شهر صومهم رمضان. فلماذا لا نأخذ منهم هذه العبرة المُفيدة والجيده ؟ )، ثم إعطاءُ الحسنة للفقراء والمحتاجين ، لكن كلُّ هذه الأعمال ما كان لها قيمة إذا لم يُقرنُها المؤمنون بالتّوبة الشخصيّة أي بالندامة والاعتراف بالخطايا في هذا الزّمن. هل نسينا وصيّة الكنيسة الّتي كانت تقول: اعترف بخطاياك مرّة في السّنة أثناء الصوم الاربعيني ..
    وللأسباب الاجتماعية الّتي طرأت على حياتنا، اضطرت الكنيسة إلى التّخلِّي عن الأوامر الصّارمة بحقِّ قصاص الجسد بالتقليل من الطّعام في هذه الفترة وأبدلتْ قوانينِ الصِّيام المُضنِية والتّطبّع مع الحياة بأخرى روحيّة، فما بقي منه سوى يومين بنفس القساوة هما يوم أربعاءِ الرّماد، أي بداية الصوم واختتِامِه يوم الجمعة الحزينة. أمّا الكنيسة الأرثوذكسية فلا تزال محافظة عليه للأربعين يوماً كما في الماضي.
    الكنيسة الكاثوليكيّة بالإضافة إلى تقليل تناول الطّعام الكافي مرّة واحدة في اليوم وأقلّ ما يمكن منه في باقي النّهار، تُلزِم أتباعَها أيضاً بالانقطاع عن اللحوم لكلِّ من بلغ الرابعة عشرة من عمره وحتّى الستّين. إنَّ المقصود هو ليس إهانة النّفس، كما يفتكر الكثيرون، ولكن إبداء الإرادة القويّة بالتّملُّك على الذّات وإظهار الإرادة الصّارِمة فينا، الّتي لطالما نلجأ إليها ونستحثُّها. هذا هو الصّوم المقبول عند الّله..
    لقد جرت العادة طيلة هذه المُدة أنْ تُمارس الكنيسة صلوات جميلة يشترك فيها المؤمنون كصلاة درب الصّليب كلَّ أيام الجمعة في هذه الفترة للتّأمُّل بآلام المسيح الخلاصيّة، ثم حضور القدّاس اليومي إذا أمكن. أما الأعمال الخاصة فهي متروكة للشّخص. فهناك من يصوم عن الكحول طيلة تلك المدّة وآخرون عن الدّخان واكل الحلويات، وغيرهم عن مشاهدة التلفزيون أو سماع الرّاديو. هذه كلّها أعمال لها قيمتها إذا ما أَتْممناها بهدف ديني ومحبّة في التّعبّد للــه. فمن يجتهد في تقديس هذه الأيام، لن ينساه المسيح من على صليبه. هذا وقت مُقدّس فلنُجْهِد نفوسنا بإتمام أعمال صالحة هي بمثابة رصيد مُسبق لنا عند الّله "اكنزوا لكم كنوزاً في السّماء" . 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أربعاء الرماد والزمن الأربعيني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة ثيودور شنلر/القسم الاكاديمي :: الصف الثامن :: الدين المسيحي-
انتقل الى: